بسم الله
الطيران بلا أجنحة
في زاوية مظلمة باردة
تجده قابعا يحدق في نجمته اللؤلئية
باحثا في سمائه العالية عن فسحة سماوية
يلملم أوراقه الماضية
وبعضا من روحه الباقية
ناظرا إلى حلم جديد
وأمل قد يراه البعض بعيد
يعيش وحدته بأجمل ما بقي من نفسه المحطمة
يستعيد ذكرى عابرة
وأخرى عارمة تاركة ذلك الأثر
الذي لا يمحوه الزمن من ذاكرته المتعبة
تراه حينا منزويا بركن بعيد مظلم ساكنا
إلا من أنفاسه المتصاعدة وأفكاره البعيدة
وتراه أحيانا يعتصره ألمان لا يعرف معناهما
إلا من عاش المعاناة ذاتها وتذوق ذات المرارة
الم الوحدة القاسي المتغلغل بأعماق روحه
وألم ممن يعدون أنفسهم من فصيلة البشرية
لكنهم ليسوا إلا خيالات وأشباه بشر
تراهم يتفنون في تعذيب جسده وروحه
فيبتكرون كل يوم صنفا جديدا وفنا اغرب في تعذيبه
أجل انه ذلك الفارس الذي لم
يترجل يوما عن صهوة جواده
ذلك الفارس الذي وقع أسدا هصورا
لينتهي في زنزانة مظلمة إلا من نور قلبه
إنهم أبطالنا أسرى بطولتهم وكرامتهم
ولكن أترانا أحسن حالا منهم
إننا في سجن أكبر من سجنهم
وقيد أعتى من قيدهم
وحرقة تفوق حرقتهم
ولكن يغمرنا أمل وشوق للقائهم
فيا أسرانا البواسل لا تكفوا عن الحلم والطيران
وحلقوا عاليا وأنتم في سجونكم اللعينة
فكوا اعتى قيد وحطموه
وطيروا في فضاءاتكم العالية
وحلقوا في سمائنا نجوما مضيئة
ولا تحرموا نفوسكم من الأمل والعيش
واحرسوا الإنسان الذي في داخلكم
واحموه بالدمع السجين في مٱقيكم
وفي النبض المستمر بقلوبكم
لا تحرموا فكركم من حريته الأبدية
فإنهم وان استطاعوا سجن أجسادكم
فلن يستطيعوا حبس أفكاركم ومنعها من الطيران
فان أحلامكم وأفكاركم تصلنا أينما كنتم
فأنتم الفكرة والقدوة والشرارة التي لا تحجبها
أي أسلاك أو قارة
وكونوا دوما لنا المنارة
وارفعوا لنا الراية
واعلموا أنكم بصدوركم العارية
وعظامكم التي أرهقها التعب
أقوى بني الأرض
وأنبل بني البشر
ولا يغلبنكم يوم يأس أو إحباط
لأنه لا بد من يوم جديد
تملا شمسه دنيانا الفانية
بنور الحق الذي طال انتظاره